لا يمكن ذكر جامعة الدول العربية دون أن يذكر "عبد الرحمن عزام صاحب فكرة إنشاء تلك المنظمة الدولية واول امين عام

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

الذكرى الـ123 لميلاد " جيفارا العرب " عبد الرحمن عزام

  الشورى


لا يمكن ذكر جامعة الدول العربية دون أن يذكر "عبد الرحمن عزام صاحب فكرة إنشاء تلك المنظمة الدولية واول امين عام لها، والملقب بجيفارا العرب " نظرًا لمشواره الطويل فى الدفاع والصمود أمام الأحتلال.

مولده ونشأته :
ولد عبدالرحمن عزام باشا في 8 مارس 1893 بالشوبك الغربي ـ مركز العياط محافظة الجيزة، من أسرة عربية تنتمي أصولها إلى جزيرة العرب، وكان والده الشيخ حسن بك عزام من أعيان الجيزة، وعضوا بجمعية شورى القوانين (أول المجالس التشريعية المصرية)، وذلك قبل الحياة النيابية في مصر التي بدأت بدستور عام 1923، وكان جده الشيخ سالم بك عزام ناظرا للجيزة، ونفي في عهد الاحتلال البريطاني إلى السودان وتوفى ودفن بمدينة الخرطوم.
كما تعلم عبدالرحمن عزام تعليمه الابتدائي والثانوي بحلوان ثم سافر لدراسة الطب في كلية سان توماس بجامعة لندن سنة 1912.
بداية نشاطه السياسى :
بدأ عزام ممارسة نشاطه السياسي في لندن ورأس الجمعية المصرية (أبو الهول) التي أسسها الطلبة المصريون، ومن لندن سافر عزام إلى جنيف بسويسرا والتقى بزعيم الحزب الوطني محمد فريد.
وفي جنيف اجتمع الطلبة المصريون في مؤتمر برئاسة محمد فريد، وتحدث عزام في هذا المؤتمر الذي انعقد لطرح القضية المصرية واستقلال مصر، تحدث فيه عزام عن المطالبة بالحياة الدستورية في مصر.
وعند قيام الحرب العالمية الأولى سافر إلى تركيا وعمل مراسلا صحفيا وشارك في حرب البلقان مع قوات الدولة العثماني .

أول مستشار للجمهورية الليبية الأولى :
وعاد عزام إلى مصر في عام 1915 وسافر إلى ليبيا وشارك في الحركة الليبية الوطنية ضد الاحتلال الإيطالي، وكان أول مستشار للجمهورية الليبية الأولى، وظل يناضل في صفوف القوات الليبية ويوفق بين الزعماء الليبيين، ومناضلا ضد الاحتلال الإيطالي والبريطاني في مصر حتى عام 1922.

أصغر عضو فى أول مجلس نواب مصرى :
وفي عام 1923 عاد إلى مصر وانُتخب في أول مجلس نواب مصري عام 1924 بعد إعلان الدستور، وكان أصغر أعضاء المجلس سنا، واختير سكرتيرا لمجلس النواب وأعيد انتخابه إلى عام 1936.
وفي عام 1936 عين وزيرا مفوضا وممثلا فوق العادة للمملكة المصرية وشملت هذه المفوضية عدة دول عربية وإسلامية، هي العراق وإيران وأفغانستان والسعودية، وفي عام 1939 نقل للعمل في تركيا وبلغاريا.



وزيرًا للأوقاف والخارجية :
وعندما كلف مع على ماهر باشا بتشكيل الوزارة في مصر عام 1939 اختير عزام وزيرا للأوقاف، ثم وزيرا للشئون الاجتماعية، وقد تولى أثناء الوزارة مهمة تأسيس القوات المرابطة، وعين قائدا لها إلى جانب عمله كوزير، وعندما استقالت وزارة على ماهر عاد إلى العمل وزيرا بوزارة الخارجية، ولما بدأت المباحثات الخاصة بوضع ميثاق جامعة الدول العربية في وزارة أحمد ماهر باشا، والنقراشي باشا من بعده في عام 1945 كان عضوا في الوفد المصري لوضع ميثاق الجامعة، بل وألقيت على عاتقه هذه المهمة.
أول أمين عام لجامعة الدولة العربية :
عند توقيع ميثاق جامعة الدول العربية- من سبع دول عربية- في 22 مارس 1945، اختير عزام بالإجماع كأول أمين عام للجامعة، وظل فيها إلى عام 1952.
عمله فى جامعة الدول العربية :
عمل عزام بالجامعة العربية لم يكن عملا بيروقراطيا سياسيا دبلوماسيا فقط كما كان يريد بعض الحكام العرب لأنه بقي وفيًا للمبادئ التي دفعته للتطوع في ميادين الجهاد في البلقان وفى برقة وطرابلس وأهمهما مبدآن: الأول أنه لم يفرق بين العمل للعروبة والعمل للإسلام.
والثاني: أنه لم يفرق بيم العمل السياسي والجهاد في ميادين القتال.
ولاشك ان بعض الساسة العرب وحكامهم الذين عاصروا عبد الرحمن عزام عندما كنا أمينا عاما للجامعة العربية كانوا بعيدين عن هاتين الفكرتين وكانوا يكررون انه الجامعة العربية لاعلاقة لها بلإسلام وكانوا يقولون أن الجامعة ليست لها شخصية دولية وليس لها سياسة خاصة بها لأنها ليست دولة فوق الدول وإنما هي نظام بيروقراطي لتنفيذ سياسة الدول الأعضاء فلا يمكن أن يكون لها نشاط إلا عن طريق حكومات الدول الأعضاء وكثير منهم لم يكن يخفى معارضته لمواقف عبد الرحمن عزام وتصريحاته وماقفه الجريئة الصريحة وخاصة بالنسبة لشمال أفريقيا.
ومن المؤكد أن عبد الرحمن عزام لم يقتنع بحجج هؤلاء الساسة والحكام وانه استمر أثناء عمله بالجامعة العربية يعتبر نفسه مجاهدا كما كان قبلها وكان في جهاده لا يفرق بين العروبة والإسلام ولا بين ميادين القتال وميدان السياسة.
ففي بداية عمله بالجامعة بدأت إندونسيا كفاحها ضد الهولنديين فسارع إلى مساعدة الحركة الوطنية في إندونيسيا وبدأ سياسة للتقارب مع الهند التي أدت إلى تكوين كتلة دولية جديده في الأمم المتحدة تحمل اسم المجموعة العربية الآسيوية كان هدفها الأول هو الدفاع عن إندونسيا حتى نالت استقلالها ولم يسمع لاحتجاجات بعض الزعماء العرب الذين قالو أن إندونسيا ليست دولة عربية فلا شأن للجامعة العربية بقضيتها إنه رد عليهم بأنه بحاجة إلى مساعدة جميع الحركات الوطنية والى التعاون مع المجموعة الآسيوية لقضية فلسطين وانهم فعلا تعاونوا معنا في قضية سوريا ولبنان ضد الحكم الفرنسي التي انتهت باعتراف فرنسا باستقلال الجمهورتين العربيتين ولا يمكن أن نتخلى عن التعاون معم ومع جميع المدافعين عن الحريات والاستقلال لجميع الشعوب وقد سار في دفاعه عن إندونسيا حتى استقلت كما استقلت سوريا ولبنان.
ولم تشغله قضية فلسطين ولا قضية سوريا ولبنان ولا إندونسيا عن حبه الأول لأرض ليبيا وشعب ليبيا المكافح فقد جعل همه الأول عندما انشئت الجامعة تمويل الحركة الوطنية في ليبيا ومساعدتها ماليا وسياسيا والدفاع عن مطالبتها باستقلال ليبيا ووحدتها حتى استقلب ليبيا كما استقلت سوريا ولبنان وإندونسيا ودافع عن الحركات الوطنية في أفريقيا الشمالية حتى استقلت المغرب وتونس والجزائر فيما بعد وظهر للحكام والساسة العرب الذين كانوا ينتقدونه ويهاجمونه انه وان كان فعلا قد خرج عم حدود العمل السياسى والبيروقراضى الذي رسموه للجامعة والأمانه العامة إلا انه كان أبعد منهم نظرا وأصدق نبوءة وأن أهدافه وإن كانت سابقة لزمانه إلا أنها في اتجاه سير التاريخ الذي اثبت صحتها.


كلمة عبد الرحمن عزام باشا الأمين العام للجامعة العربية في مؤتمر فلسطين بلندن فى 12/9/1946:
وجاء نص الكلمة : " أن ليس لديه ما يضيفه إلى ما أدلى به من سبقه من أعضاء الوفود العربية سوى النزر القليل لأنهم أوفوا القضية العربية حقها وأعطوا البراهين القاطعة على عدالتها، معربًاعن أسفه لتغيب مندوبي عرب فلسطين ولكنه أكد أنهم يشاركون الوفود العربية الرأي وأنهم لا شك سيقاومون ويعارضون مشروع نظام الاتحاد.
ونوه بأنه كان يتمنى بعد سماعه أقوال الوفود العربية أن يدلي بنفسه بوجهة نظر اليهود نظراً لتغيب مندوبيهم ، ولكنه أردف بقوله أن هذا بلا شك ما سيفعله البريطانيون لأن العرب اعتادوا في المؤتمرات السابقة أن يسمعوا وجهة النظر اليهودية من البريطانيين أنفسهم وعاد فقال ربما لم يكن هذا مقصوداً ولكن الواقع أن العرب كانوا دائماً يجدون أنفسهم مضطرين إلى التساهل رغبة في ملاقاة وجهة نظر البريطانيين.
ولو كان الأمر قاصراً على البريطانيين وحدهم لتوصل هذا المؤتمر إلى اتفاق في بحر يومين أو ثلاثة أيام على الأكثر فليس وجود البريطانيين في فلسطين إلا مؤقتاً ولن يعدم العرب وسيلة للاتفاق معهم ولكن لسوء الحظ كلما دعت الحالة العرب لمقابلة البريطانيين تحتم عليهم في نفس الوقت مقابلة اليهود.
واستطرد عزام باشا قائلًا : إن عرب فلسطين لن يقبلوا المشروع المقترح فإذا كان القصد منه التحالف فهم لا شك رافضون فكرة تجزئة البلاد إلى مقاطعات وإذا كان القصد منه التقسيم فهم أيضاً رافضون لأنهم لن يسمحوا بتحول أي جزء من بلادهم إلى شعب غريب، وقد كان من المحتمل طرحه على بساط البحث لو كانت قد قضت به المصلحة الإدارية غير أن الأمر ليس كذلك فهم يعلمون أن القصد الرئيسي منه إدخال المائة ألف يهودي الذين ألح الرئيس ترومان بشدة في قبولهم.
وهنا تساءل عزام باشا عن السبب الذي جعل الرئيس ترومان أن يختار مائة ألف دون تسعة وتسعين ألف أو مائة ألف وألف مثلاً؟، وأجاب على هذا السؤال بقوله لعله شغف الرئيس بالأصفار.
فلو فرضنا أن العرب قبلوا العمل برأيه لأدى ذلك على رضاهم بسلخ جزء من بلادهم ثم قبول إدخال 100.000 يهودي وبعد ذلك السماح بتدفق اليهود إلى البلاد وفيما وكيفما يشاءون.
واستمر عزام باشا في خطابه فقال، إن اليهود الذين يرسلون الآن إلى فلسطين من أوروبا جنود منتقون مجندون خصيصاً للقتال: فمن مصلحة البلاد إذاً أن يوقف تيار هذه الهجرة نعم حري بمصلحة البلاد أن يوضع حد لهذا التجنيد وأن يوقف تدفق هؤلاء الجنود غليها لن فلسطين في اشد الاحتياج إلى الأمن والسلام.
والحقيقة هي أن هذا المشروع دبر لأغراض سياسية محضة وليس بقصد إصلاح إدارة البلاد فهو لو طبق لما أفلح في تهدئة خواطر الإرهابيين حتى ولو كان ذلك هو معينة في فلسطين فحسب بل فلسطين بأجمعها وبعد ذلك شرق الأردن أيضا وليس ثمة وسيلة لوضع حد لجشعهم.
ولن يصلح المشروع أيضاً لاستتباب الأمن في البلاد لأنه لا سبيل مطلقاً لكبح جماح الإرهابيين بممالأتهم.
وإذا نظرنا على هذا المشروع من جهة عملية محضة لانتهى بنا كذلك على منطقة يهودية يكون العرب فيها أقلية مآلها لا شك للطرد، وأخرى عربية يقطنها بدورها أقلية يهودية من الصعب التوصل إلى طريقة للتعامل معها.
وختم عزام باشا خطابه بقوله: إن اعتراضات العرب على المشروع هي اعتراضات مبنية على أسس عملية مما يثبت أن المشروع لم يكن وليد الرغبة في الإصلاح الإداري بل هو مصدر خطر على ذلك البلد الصغير مهدداً استتباب الأمن فيه ومعرضاً كيانه الاقتصادي للدمار، لذلك يعترض العرب عليه ويرفضونه بالإجماع."

مؤلفاته :
- بطل الأبطال أو أبرز صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم - دار الهداية و دار القلم - القاهرة - مصر 1427هـ -2006.
- الرسالة الخالدة - دار الشروق ودار الفكر، بيروت 1969 - طبعة دار الهداية ودار القلم - القاهرة - مصر 1427هـ -2006م .
وفاته :
توفي عبد الرحمن عزام باشا يوم 2 يونيو 1976 في مصر.