لقد تفرغ نصر الله للدفاع عن حكومة سعد الحريرى وحمّل مسئولية تأزم الأوضاع إلى الحكومات السابقة، وهو ما أجج

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 12:07
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب :« يسقط يسقط حكم المرشد » اللبنانيون يطالبون بإسقاط حسن نصر الله وإبعاده عن إدارة البلاد

تقرأ في عدد الشورى الجديد  الشورى
تقرأ في عدد الشورى الجديد


لقد تفرغ نصر الله للدفاع عن حكومة سعد الحريرى وحمّل مسئولية تأزم الأوضاع إلى الحكومات السابقة، وهو ما أجج الأوضاع فى الشوارع وجعل المتظاهرين يرفعون سقف مطالبهم حيث أكدوا أنه لا تنازل عن إقالة الحكومة.

ما أوصل البلد إلى هذا الوضع الصعب هو «حزب الله» ولا أحد آخر غير «حزب الله». كل الباقى تفاصيل مملّة وبحث عن أعذار لتبرير عملية وضع اليد الإيرانية على لبنان بعد عزله عن محيطه العربى.

لا يدرى حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله والمرشد السرى للحكومة فى لبنان، أن ثورة اللبنانيين ليست بسبب الغلاء فقط بل موجهة إليه وإلى الحزب وحركة أمل التى صنعها، واللبنانيون يدركون أن نصر الله هو الحاكم الفعلى للبلاد وأن الحكومة تأتمر بأوامره لذلك لم يكن غريبا أن يهتف الثوار يسقط يسقط حكم المرشد، فى إشارة إلى نصر الله.

شدد نصر الله على أن الأوضاع الاقتصادية التى دفعت إلى خروج هذه المظاهرات ليست وليدة الساعة ولا وليدة السنوات الثلاث الماضية بل تراكمت على مدى عقود، على حد تعبيره.

وأضاف: «هذا الوضع نتيجة تراكم عشرات السنين وعلى الجميع تحمل المسئولية حتى نحن مع تفاوت النسبة المئوية لكن كلنا يجب أن نتحمل ونقبل المسئولية، ومن المعيب أن يتنصل أحد عن مسئوليته عن الأوضاع السائدة وخصوصا من شاركوا فى كل الحكومات السابقة».

وتابع قائلا: «لا نؤيد استقالة الحكومة الحالية لأنها إذا استقالت ليس معلوما أن تتشكل حكومة فى سنة أو سنتين.. لتستمر هذه الحكومة لكن بروح جديدة ومنهجية جديدة وأخذ العبرة مما جرى على مستوى الانفجار الشعبى.. ليست المشكلة فى الحكومة وما هى الحكومة، بل فى المنهجية، اذهبوا إلى خطة ليضحّى فيها الجميع الأغنياء والفقراء والزعماء والبنوك».

وأضاف: «أقول للقوى السياسية التى تريد الآن فى هذا التوقيت السيئ والحساس أن تخوض معركة إسقاط (العهد) أنتم تضيعون وقتكم ووقت البلد و(العهد) لا تستطيعون إسقاطه.. باللحظة الحالية ندعو إلى التعاون بين مكونات الحكومة والتضامن وعدم الهروب من المسئولية ومن يهرب من تحملها أمام الوضع القائم يجب أن يحاكم خصوصا أولئك الذين أوصلوا البلد إلى هذا الوضع الصعب».

وأردف نصرالله: «إعلان وضع ضريبة على الواتساب جعل الناس تنزل للشارع وهذا مؤشر على درجة كبيرة من الأهمية.. رسالة هذين اليومين مهمة جدا ويجب أن يستوعبها كل المسئولين، أن الشعب اللبنانى لم يعد يطيق أى ضرائب ورسوم جديدة وأنه سينزل إلى الشارع وتصبح كل القوى عاجزة عن الإمساك بالشارع وهذا يجب أن يفهموه عند الذهاب للمعالجة».

ونبه نصرالله قائلا: «بالوضع الحالى هناك خطران كبيران الخطر الأول هو الانهيار المالى والاقتصادى والخطر الثانى هو خطر الانفجار الشعبى».

كما هدد بنزول أنصاره إلى الشارع، قائلا: «حركتنا مش بسيطة، إذا ننزل على الشارع ده مش قرار بسيط، يعنى البلد كله بيروح لمسار مختلف».

هذا هو خطاب حسن نصر الله الذى أشعل الأوضاع فى الشارع اللبنانى ونزع عن اللبنانيين قمصان الستر والحرية، وكأن نصر الله هو من يدير دفة الأمور.

لقد قال شهود عيان إن ميليشيات نصر الله حاولت التخفى وسط اللمتظاهرين لإحداث فوضى، إلا أنهم أكدوا أن الجيش اللبنانى تدخل ومنع دخول مئات  الدراجات النارية لمناصرى «حزب الله» و«حركة أمل» إلى ساحة الشهداء فى العاصمة بيروت، حيث يعتصم آلاف المحتجين ضد الطبقة السياسية وتدهور المعيشة.

وقال الشهود إن المئات من الأشخاص يحملون أعلام «حزب الله» و«حركة أمل» يجوبون شوارع بيروت ويطلقون شعارات تشتم الحراك.

وأضافوا أن بعضهم اقترب من ساحة الشهداء، قبل أن يتدخل أفراد من الجيش اللبنانى ويمنعونهم من دخول الساحة.

وهتف اللبنانيون بالقول «كلن يعنى كلن ونصر الله واحد منن»، فى إشارة إلى رغبتهم فى إبعاد جميع رموز السلطة الحاكمة عن المشهد السياسيى، بما فى ذلك ميليشيا حزب الله وزعيمها حسن نصر الله.

إننى أرى أن حل الأزمة فى لبنان يكمن فى ابتعاد نصر الله عن المشهد السياسى، فهو مجرد سمسار لإيران فى المنطقة ويدير البلاد بأوامر منها.

سوف أترككم فى السطور التالية مع تحليل الكاتب اللبنانى الكبير خير الله خير الله، الذى فضح مؤامرة نصر الله ضد الثورة فى لبنان:

«فى ظلّ الثورة الشعبية الحقيقية التى يشهدها لبنان، من الضرورى عدم إضاعة البوصلة السياسية من جهة والاعتراف بانّ المأزق اللبنانى عميق إلى درجة تجعل من الصعب الكلام عن مخارج من جهة أخرى. هذا عائد أساسا إلى أنّه لا يستطيع أى بلد فى العالم العيش والنمو والتطور فى ظل شرعيتين. شرعية الدولة وشرعية الدويلة التى صارت أكبر من الدولة.

هناك شباب لبنانى نزل إلى الشارع. شباب يبحث عن مستقبله فى بلد صار يحكمه «المرشد» الذى بات يعتبر نفسه فوق كل الرؤساء والرئاسات وكلّ المؤسسات. هذا «المرشد» هو حسن نصرالله الأمين العام لميليشيا مذهبية مسلّحة تشكّل جزءا لا يتجزّأ من «الحرس الثورى» الإيرانى. هذا هو السبب الحقيقى للمأزق اللبنانى الذى جعل الشعب كلّه ينتفض على النظام الجديد الذى فرضه «حزب الله» على لبنان واللبنانيين. اسم هذا النظام هو «العهد القوى» الذى يؤكد نصرالله بلهجة تهديدية فى خطابه الأخير أن لا أحد يستطيع إسقاطه. بالنسبة إلى نصرالله، هذا العهد هو عهد «حزب الله».

فى النهاية، إن «حزب الله» يدافع عن النظام الذى أقامه فى لبنان والذى حوّل البلد تابعا لإيران بطريقة أو بأخرى. لو لم يكن الأمر كذلك، لما كانت هناك تلك الانتفاضة العارمة التى شملت كلّ منطقة من المناطق اللبنانية، بما فى ذلك الجنوب اللبنانى حيث بات المواطن الشيعى العادى يعترض على سياسات الثنائى الشيعى، أى «حزب الله» وحركة «أمل». لا يستطيع «حزب الله» الذى احتكر مع «أمل» كلّ المقاعد الشيعية فى مجلس النوّاب اللبنانى وكلّ الوزراء الشيعة فى الحكومة، نفى مسئوليته عمّا آلت إليه حركة «أمل» التى يتهمّها الناس بانّها تحوّلت إلى رمز من رموز الفساد فى البلد.

ما كان لحركة «أمل» بلوغ الوضع الذى بلغته من دون «حزب الله». ما كان لرئيس مجلس النواب نبيه برّى، رئيس حركة «أمل»، البقاء كل هذه السنوات فى موقعه من دون «حزب الله». من هذا المنطلق، على اللبنانيين الذين تظاهروا، أو الذين بقوا فى بيوتهم، ألّا يضحكوا على نفسهم. فى أساس الدخول فى النفق المظلم الذى دخله لبنان، ممارسات «حزب الله» الذى رفض فى أى وقت أن يكون حزبا لبنانيا فى خدمة لبنان واللبنانيين. ليست لدى الحزب من مهمّة سوى خدمة إيران ومصالحها حتّى لو كان الثمن حصول انهيار لبنانى، بكل ما لكلمة انهيار من معنى.

مرت عملية وضع «حزب الله»، ومن خلفه إيران، يده على لبنان بمراحل مختلفة وصولا إلى الوضع الراهن الذى عنوانه «العهد القوى». لا يمكن عزل ذلك عن فرض «حزب الله» مرشّحه رئيسا للجمهورية وصولا إلى تشكيل الحكومة الحالية برئاسة سعد الحريرى الذى يبحث منذ سنتين، من دون نتيجة، عن حلول ومخارج انطلاقا من نتائج مؤتمر «سيدر» الذى انعقد فى نيسان – إبريل من العام 2018. مرّت عملية وضع اليد الإيرانية على لبنان بحدث فى غاية الاهمّية هو القانون الانتخابى الذى كان من صنع «حزب الله» والذى لم يتنبه لبنانيون كثيرون إلى مدى خطورته على الوحدة الوطنية اللبنانية نظرا إلى أن الهدف من القانون كان واضحا كلّ الوضوح. تمثل الهدف فى سيطرة لـ«حزب الله» على الطائفة الشيعية كلّيا، وهو ما حصل بالفعل، وتأمين كتلة مسيحية كبيرة لـ«التيّار الوطنى الحر» برئاسة جبران باسيل. فى المقابل كان مطلوبا كسر زعامة سعد الحريرى للسنّة وإضعاف وليد جنبلاط والدروز عموما وتهميش سمير جعجع، على الرغم من عدد النواب الذى حصلت عليه «القوات اللبنانية»... وإلغاء حزب «الكتائب اللبنانية» وإخراجه من المعادلة السياسية اللبنانية.

ما أوصل البلد إلى هذا الوضع الصعب هو «حزب الله» ولا أحد آخر غير «حزب الله». كل الباقى تفاصيل مملّة وبحث عن أعذار لتبرير عملية وضع اليد الايرانية على لبنان بعد عزله عن محيطه العربى.

مَن وضع نهاية لمشروع الإنماء والإعمار فى العام 2005، كان «حزب الله» الذى تتهم المحكمة الدولية عناصر قيادية فيه بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريرى. توقّف كلّ تطور ونموّ على الصعيد اللبنانى منذ 2005. من كان لديه أى أمل فى عودة لبنان إلى وضع طبيعى بعد خروج الاحتلال السورى من لبنان، تبدّد أمله بعدما نجح «حزب الله» فى ملء الفراغ الأمنى والسياسى الذى نجم عن الانسحاب السورى فى نيسان – إبريل 2005.

بين 2005 و2019، أى وصولا إلى الثورة الشعبية التى يمرّ فيها لبنان، من الطبيعى سعى «حزب الله» إلى الدفاع عن مكاسبه وذلك بغض النظر عن حال البؤس والفقر التى يعانى منها المواطن العادى. يفترض فى حال البؤس والفقر الّا تحول دون أن يطرح المواطن أسئلة بديهية يمكن أن تساعد فى فهم الأسباب التى أدت إلى الانهيار الاقتصادى.

ليس ضروريا انسحاب حال البؤس والفقر على العقل اللبنانى. لذلك لا مفرّ من التساؤل ما الذى جعل لبنان يزدهر فى الماضى؟. الجواب أن ازدهاره لم يكن معزولا عن لعب دور النأى بالنفس عن الصراعات الإقليمية. هناك عرب كانوا يأتون إلى لبنان ويستثمرون فيه ويودعون أموالهم فى مصارفه. من يتجرّأ الآن على إيداع أى مبلغ فى أى مصرف لبنانى بعدما أدخل «حزب الله» لبنان فى دوّامة العقوبات الأمريكية على إيران وأدواتها الإقليمية.

استفاد لبنان فى الماضى من كلّ الهزات الإقليمية. كانت الرساميل العربية- العربية تهرب إليه ولا تهرب منه. لم يعد لبنان فى الوضع الراهن وفى ظلّ «العهد القوى» الذى أسّس له «حزب الله» غير مأوى للحوثيين فى اليمن ومن على شاكلتهم من الذين أخذوا على عاتقهم الإساءة إلى كلّ دولة من دول الخليج العربى. هل هذه وظيفة لبنان فى ظلّ النظام الذى أقامه «حزب الله»؟.

تبقى وسط الظلام اللبنانى نقطة مضيئة. أظهر شيعة لبنان، بأكثريتهم، أنّهم لبنانيون أوّلا وذلك على الرغم من الجهود المستمرّة لحزب الله منذ ما يزيد على خمسة وثلاثين عاما من أجل تغيير طبيعة المجتمع الشيعى فى البلد.

لا تُخفى هذه النقطة المضيئة دخول لبنان مرحلة جديدة تتسّم بغياب الحلول السحرية. ليس مسموحا للحكومة التقدّم بأى مخارج من أى نوع. أما الذين نزلوا إلى الشارع فليس لديهم سوى التعبير عن اليأس. هذا اليأس نتيجة طبيعية لوجود دويلة تتحكّم بالدولة اللبنانية، دويلة تعتقد أن «العهد القوى» هو دولتها وهو ثمرة لتراكمات وإنجازات بدأت تتحقّق فى 2005 وتوجّت بتهديد حسن نصرالله لسعد الحريرى، من دون أن يسمّيه، من مغبّة تقديم استقالة حكومته.. هل من وقاحة أكثر من هذه الوقاحة!».