قال فراس الياس الأستاذ في العلوم السياسية، في تصريحات ل "بوابة الشورى" أن إيران سعت منذ عام 2003 إلى ضبط إيق

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

فراس الياس: الرأي العام العراقي يحتل دورًا بارزًا في الاستراتيجية الإيرانية في العراق

فراس الياس  الشورى
فراس الياس


قال فراس الياس الأستاذ في العلوم السياسية، في تصريحات ل "بوابة الشورى" أن إيران سعت منذ عام 2003 إلى ضبط إيقاع المعادلة السياسية في العراق، بالشكل الذي يخدم نفوذها العسكري والاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وذلك عبر تقوية العمل السياسي والمرتبط بالحرس الثوري الإيراني في العراق، وقد نجحت إيران في تحقيق العديد الأهداف التي حققت إدامة لمشروعها الإقليمي في المنطقة، ولكن مع اندلاع احتجاجات اكتوبر 2019 في بغداد وباقي مدن الجنوب العراقية، تحول العامل الجماهيري الى رقم صعب في المعادلة السياسية العراقية، وهو ما أربك حسابات إيران والأحزاب المرتبطة بها، بالمسار الذي جعل المشروع السياسي الإيراني في العراق يدخل في حالة عدم يقين من المستقبل الذي ينتظره.

وأضاف الياس، إن الرأي العام العراقي يحتل دوراً بارزاً في الاستراتيجية الإيرانية في العراق، ويؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في عموم السياسة الإيرانية تجاه العراق، وقد تبين تأثير الدور الذي لعبه الرأي العام العراقي عبر الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح السياسي والإداري والإقتصادي، ضد الطبقة السياسية العراقية المدعومة من إيران، وتحديداً الأحزاب الإسلامية من جهة، ومن جهة أخرى ضد النفوذ الإيراني المتصاعد في العراق وأدواته، وهو ما دفع بصانع القرار الإيراني إلى اتخاذ كل الوسائل المتاحة من أجل إفشال هذه الإحتجاجات، لما لها من تأثير مستقبلي على طبيعة النفوذ الإيراني في العراق.

في الوقت الذي تنظر إيران إلى أن الهدف الرئيس من الاحتجاجات الشعبية المستمرة في العراق، على انها محاولة لتغيير المعادلة السياسية في العراق، التي أرست قواعدها وهندستها الدوائر الرسمية الإيرانية، ولذلك فإن إيران عملت على إتخاذ كل السبل لإفشالها، ومن بينها الإيعاز لمقربين منها ركوب موجة الإحتجاجات، من أجل حرفها عن مسارها الصحيح، كما ذهبت إيران باتجاه التدخل المباشر وإعلان موقفها الرافض من المظاهرات والاحتجاج الشعبية في العراق، إذ أشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إلى أن المظاهرات الاحتجاجية في العراق هي عبارة عن أعمال شغب، وأكثر من ذلك ذهب إمام وخطيب جمعة طهران المؤقت محمد علي كرماني إلى أن ما يحدث في العراق هو مؤامرة أمريكية، وإن من يتظاهر هم "شيعة بريطانيا"، وأكثر من ذلك تستمر الصحافة الإيرانية التحريض على المظاهرات في العراق ودعت إلى إخمادها.

وقال الياس، إن ابرز النتائج التي ترتبت على احتجاجت تشرين هو تهديد النفوذ الإيراني ، وهو ما دفع إيران إلى إن ترمي بكل ثقلها من أجل احتواء هذه المظاهرات، منطلقة من مخاوف تحكمها النظرة بانها قد تترك تداعيات سلبية على مجمل المشروع الإقليمي الإيراني، خصوصاً وإنها تحدث في بلد يعد من ركائز النفوذ الاستراتيجي الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، فإلى جانب التداعيات الإقليمية التي يمكن أن تنتظر النفوذ الإيراني في المنطقة، يبرز سؤال مقلق لإيران حول مستقبل "محور المقاومة" الذي تقوده إيران في المنطقة، إذ عبر العديد من المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني بأن إيران ستقف بوجه أي تظاهرات قد تشكل خطراً على مستقبل مشروع المقاومة في المنطقة، وهو تصريح يعكس مدى الإنغماس الإيراني الأمني وفي وسائل القمع التي استخدمت لمواجهة المظاهرات خلال تشرين المنصرم. كما ان أي تغيير في المعادلة السياسية العراقية لا سيما بعد الحرب على داعش يمس ايران ومصالحها في العراق بشكل مباشر، ويبين للجميع حجم التحديات التي قد تواجه النفوذ الإيراني في العراق في مرحلة ما بعد احتجاجات اكتوبر.

وأضاف، تسببت حالة الإخفاق السياسي الذي وقع فيه القائمين على النظام السياسي في البلاد، من خلال عدم تمكنهم انتشال البلاد من حالة الإستقطاب السياسي الدائر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، بالكثير من الإشكالات السياسية والأمنية التي إنعكست على مجالات حياة المواطن العراقي، والذي يواجه إلى جانب تحدياته المعيشية والخدمية، تحدي غياب الدولة ومؤسساتها، وهي أسباب جوهرية وموضوعية دفعت المواطن للنزول إلى الشارع.

لقد افرزت الاحتجاجات قوة الجماهير الشعبية العراقية في المعادلة السياسية الداخلية، ولن تستطيع أي طبقة سياسية أن تتجاوزه مستقبلاً، وتأسيساً على ما تقدم يمكن القول إن الراي العام العراقي يتفق في أغلبيته على أن إيران تسعى إلى فرض وصايتها الكاملة على العراق، لأسباب تتعلق بمصالحها الحيوية، وإستمرار هيمنتها على الشؤون الإقليمية، ومن ثم فإن موقف الراي العام العراقي يقوم على رفض النفوذ الإيراني في العراق، ورغم ما حققته إيران من نتائج على الأرض، كالوجود العسكري الفعلي والفاعل، وبتشكيل حكومات عراقية قريبة لها، وبالاعتماد على قوى سياسية عرقية، إلا أن إيران فشلت في احتواء وتسيير الرأي العام العراقي ومن بعده مرجعية النجف، التي كان موقفها الأخير في خطبة الجمعة يوم 1 نوفمبر 2019، من خلال إشارتها إلى أنه ليس لأي جهة سياسية داخلية أو أي طرف إقليمي أو دولي، أن يفرض رأيه على العراقيين في إختيار النظام السياسي الذي يريدونه، ليشكل الرأي العام العراقي أحد مداخل التأثير الفاعل ضد الإسراتيجية السياسية الإيرانية في العراق ومستقبلها. ويطرح التساؤلات عن التحديات التي ستواجه السياسة الإيرانية في العراق، وهل ستشهد انحرافا سياسيا كبيرا في الأداوات والتكتيكات، وفي استراتيجيتها التي رسمتها لسياستها في العراق، لا سيما بعد الهيمنة التي حازتها على القرار العراقي بعد الحرب على تنظيم داعش.